عليك بخويصة نفسك
بعث هشام بن عبد الملك الى الأعمش: أن اكتب لى مناقب عثمان ومساوىء على _ رضى الله عنهما.....
فاخذ الأعمش القرطاس وكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، يا أمير المؤمنين ، فلو كانت لعثمان (رضى الله عنه ) مناقب أل الأرض ما نفعتك ، ولو كانت لعلى ( رضى الله عنه ) مساوىء أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخويصة نفسك ، والسلام .
***************************
معرفة الناس
قال رجل لعمر بن الخطاب رضى الله عنه: ان فلان رجل صدق .
قال: سافرت معه؟
قال: لا
قال: فكانت بينك وبينه خصومة؟
قال: لا
قال: فأنت الذى لا علم لك به ، أراك رأيتة يرفع رأسه ويخفضه فى المسجد .
***************************
سوق الآخرة...
* رأى عطاء بن يسار رجلاً يبيع في المساجد، فدعاه، فقال: هذه سوق الآخرة، فإن أردت البيع؛ فاخرج إلى سوق الدنيا .
****************************
ما من دابة إلا على الله رزقها...
* يحكى أن ابن بابشاذ النحوي كان يوما في سطح جامع مصر، وهو يأكل شيئا وعنده ناس، فحضرهم قط، فرموا له لقمة، فأخذها في فيه، وغاب عنهم، ثم عاد إليهم، فرموا له شيئا آخر، ففعل كذلك، وتردد مرارا كثيرة، وهم يرمون له، وهو يأخذه ويغيب به، ثم يعود من فوره.....
حتى عجبوا منه، وعملوا أن مثل هذا الطعام لايأكله وحده لكثرته, فلما استرابوا حاله تبعوه فوجدوه يراقى إلى حائط في سطح الجامع، ثم ينزل إلى موضع خال صورة بيت خراب، وفيه قط آخر أعمى، وكل ما يأخذه من الطعام يحمله إلى ذلك القط ويضعه بين يديه، وهو يأكله، فعجبوا من تلك الحال، فقال ابن بابشاذ: إذا كان هذا حيوانا أخرس قد سخر الله ـ سبحانه وتعالى ـ له هذا القط، وهو يقوم بكفايته، ولم يحرمه الرزق، فكيف يضيع مثلي .
*****************************
أصناف أهل الجنة...
* روى ابن أبي حاتم بإسناده، عن بعض أصحاب معاذ بن جبل، قال: يدخل أهل الجنة الجنة على أربعة أصناف:
المتقين، ثم الشاكرين، ثم الحالفين، ثم أصحاب اليمين.
قيل: لم سموا أصحاب اليمين.
قال: لأنهم عملوا الحسنات والسيئات، فأعطوا كتبهم بأيمانهم فقرءوا سيئاتهم حرفًا حرفًا، قالوا: يا ربنا هذه سيئاتنا فأين حسناتنا؟
فعند لك محا الله السيئات، وجعلها حسنات، فعند ذلك قالوا: (هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ) ( الحاقة: 19) فهم أكثر أهل الجنة .
******************************
دعاء الصالحين...
* كان إبراهيم بن أدهم في البحر، وهبت ريح، واضطربت السفن، وبكى الناس، فقيل لبعضهم: هذا إبراهيم بن أدهم، لو سألته أن يدعو الله.
وكان قائما في ناحية من السفينة، ملفوف رأسه، فدنا إليه، وقال: يا أبا إسحاق، ما ترى ما فيه الناس؟
فرفع رأسه، وقال: اللهم قد رأيتنا قدرتك فأرنا رحمتك.
فهدأت السفن.
******************************
وصية.........
* دخل كعب الأحبار على عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو على فراش وعن يمينه ويساره وسادتان.
فقال له عمر ـ رضي الله عنه ـ اجلس يا أبا إسحاق، وأشار بيده إلى الوسادة، فثناها كعب وجلس على البساط، فقال له عمر: ما يمنعك من أن تجلس على الوسادة، فقال: فيما أوصى سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ لا تغش السلطان حتى يملك، ولا تنقطع عنه حتى ينساك، وإذا دخلت عليه فاجعل بينك وبينه مجلس رجل أو رجلين، فعسى أن يأتي من هو أولى منك بذلك المجلس، فاستلقى عمر ـ رضي الله عنه ـ وقال: (وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف: 159).
*****************************
السلامة من الناس...
* قال أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ لحاتم الأصم: أخبرني يا حاتم، فيم أتخلص من الناس؟
قال: يا أبا عبد الله، في ثلاثة خصال.
قال: وما هي؟
قال: أن اعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا.
قال: وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي منهم حقا.
قال: وتحمل مكروههم، ولا تكره واحدا منهم على شيء.
قال: فأطرق أحمد ينكت بأصبعه الأرض، ثم رفع رأسه، وقال: يا حاتم، إنها لشديدة.
فقال له حاتم: وليتك تسلم، وليتك تسلم، وليتك تسلم .
******************************
أربع عجائب...
* قال الشافعي: رأيت بالمدينة أربعة عجائب:
- رأيت جدة بنت واحدة وعشرين سنة.
- ورأيت رجلا فلسه القاضي في مدين نوى.
- ورأيت شيخا قد أتى عليه تسعون سنة، يدور نهاره أجمع حافيًا راجلا على القينات، ويعلمهن الغناء، فإذا أتى الصلاة صلى قاعدًا.
- ونسيت الرابعة .
******************************
من فوائد المرض...
* كان الفضل بن سهل قد مرض بخراسان، وأشفى على التلف ، فلما أصاب العافية جلس للناس، فدخلوا عليه ، وهنوه بالسلامة، وتصرفوا في الكلام. فلما فرغوا من كلامهم أقبل على الناس، وقال: إن في العلل لنعما لا ينبغي للعقلاء أن يجهلوها:
تمحيص الذنوب، والتعرض لثواب الصبر، والإيقاظ من الغفلة، والإذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء التوبة، والحض على الصدقة .
*******************************
فضل الصدقة...
* جاء رجل من أهل الشام فقال: دلوني على صفوان بن سليم، فإني رأيته دخل الجنة. فقلت: بأي شيء؟
فقالوا: بقميص كساه إنسانا.
فسئل صفوان عن قصة القميص فقال: خرجت من المسجد في ليلة باردة وإذا برجل عار فنزعت قميصي فكسوته .
*******************************
المسامحة والسخاء...
* ذكر الخطيب البغدادي، عن شيخ، قال: حضرت يوم الجمعة المسجد الجامع بمدينة المنصور، فريت رجلا بين يدي في الصف حسن الوقار ظاهر الخشوع دائم الصلاة، لم يزل يتنفل مذ دخل المسجد إلى أن قرب قيام الصلاة، ثم جلس.
فقال: فغلبتني هيبته، ودخل قلبي محبته، ثم أقيمت الصلاة، فلم يصل مع الناس الجمعة، فكبر عليَّ ذلك من أمره، وتعجبت من حاله، وغاظني فعله، فلما قضيت الصلاة، وتقدمت إليه وقلت:
أيها الرجل! ما رأيت عجب من أمرك أطلت النافلة وأحستنها، وتركت الفريضة وضيعتها!
فقال: يا هذا، إن لي عذرًا وبي علة منعتني من الصلاة.
قلت: وما هي؟
قال: أنا رجل على دين، اختفيت في منزلي مدة بسببه، ثم حضرت اليوم الجامع للصلاة، فقبل أن تقام التفت فرأيت صاحب الدين، فمن خوفه أحدثت في ثيابي، فهذا خبري، فأسألك بالله إلا سترت عليَّ وكتمت أمري.
فقلت: ومن الذي له عليك الدين؟
قال: دعلج بن أحمد.
وكان إلى جانبه صاحب لدعلج قد صلى وهو لا يعرفه، فسمع هذا القول، ومضى في الوقت إلى دعلج، فذكر له القصة.
فقال دعلج: امض إلى الرجل واحمله إلى الحمام، واطرح عليه خلعة من ثيابي، وأجلسه في منزلي حتى أنصرف من الجامع.
ففعل الرجل ذلك، فلما انصرف دعلج إلى منزله أمر بالطعام فأحضر، وأكل هو والرجل، ثم أخرج حسابه، فنظر فيه فإذا له عليه خمسة آلاف درهم.
فقال له: انظر لا يكون عليك في الحساب غلط أو نسي لك نقد.
فقال الرجل: لا.
فضرب دعلج على حسابه، وكتب تحته علامة الوفاء، ثم أحضر الميزان ووزن خمسة آلاف درهم، وقال له: أما الحساب الأول فقد حاللناك مما بيننا وبينك فيه، وأسألك أن تقبل هذه الخمسة آلاف درهم، وتجعلنا في حل من الروعة التي دخلت قلبك برؤيتك إيانا في مسجد الجامع( ).
ثمرة الإنفاق...
* قال عبد الله بن وهب المصري:
كان حيوة بن شريح يأخذ عطاءه في كل سنة ستين دينارًا.
قال: وكان إذا أخذه؛ لم يطلع إلى منزله حتى يتصدق به.
قال: ثم يجيء إلى منزله، فيجدها تحت فراشه.
قال: وكان له ابن عم، فلما بلغه ذلك أخذ عطاءه فتصدق به، ثم جاء يطلبه تحت فراشه، فلم يجد شيئا.
قال: فشكا إلى حيوة.
فقال حيوة: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيت ربك تجربة .