قال أحد الصالحين: "اغسلوا وجوهكم بدموعكم وألسنتكم بذكر الله وذنوبكم بالتوبة وقلوبكم بالخشية".
إنها وصفة طبية ربانية تعالج الأمراض الروحية والأسقام القلبية جوهرها والرابط بين أدويتها هو التطهر "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين".
1.اغسلوا وجوهكم بدموعكم :الوجه هو المعبر عن الشخصية ويطلق على الإنسان نفسه،كما قال الله تعالى "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" ، "وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية"... ويعني بالوجوه أصحابها.وتتلوث هذه الوجوه بالبعد عن الله تعالى ومخالفة أوامره و تعدي حدوده ولا شيء أنفع لها من أن تغتسل بدموع الندم على الذنب ،روى الترميذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله" ،وفي الحديث المتفق عليه ذكر صلى الله عليه وسلم من الذين يظلهم الله عز وجل بظله فقال :"رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".
2-واغسلوا ألسنتكم بذكر الله :يتلوث اللسان بالفحش والكذب والغيبة ونحوها من المخالفات الشرعية فيفسد بدل أن يصلح فيوشك أن يورد صاحبه موارد الهلاك وإنما علاجه في ذكر الله عز وجل ،في تسبيحه وحمده واستغفاره ، في التهليل والتكبير والحوقلة ،قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا" ذكر الله تعالى يغسل الألسنة من أوساخها ويطهرها ويحصنها.
3.واغسلوا ذنوبكم بالتوبة: لا تكمن المشكلة في ارتكاب الذنوب-فذلك من خصائص الإنسان الملازمة له- وإنما تكمن في التمادي فيها واستساغتها في حين ينبغي أن يسارع المؤمن إلى معالجة ما اقترفه من معاص بالتوبة إلى الله تعالى واستغفاره والإنابة إليه فتلك هي العبودية في أبهى صورها حيث يظهر العبد ضعفه أمام قدرة ربه وهذا يقوده إلى فتح صفحة جديدة فيها ندم وعزم على الطاعة وتطليق المعصية والإكثار من العمل الصالح ،قال تعالى "أقم الصلاة طرفي نهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين".