عدد المساهمات : 856 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 54 الموقع : سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
موضوع: "حاجة تعر" السبت يونيو 12, 2010 10:39 pm
خيب اليوم الأول من كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا آمالنا في أن نشاهد إثارة بالغة منذ البداية، لكن الإثارة المرتقبة جاءت من حيث لا نحتسب، بفضل الجدل الشديد الذي صاحب أحداث التشويش على بث قنوات الجزيرة للمباراة الافتتاحية بين جنوب أفريقيا والمكسيك.
وكم لعنا وسببنا "اللي كان السبب" ونحن نتابع المباراة ولا نفهم من وراء انقطاع البث بشكل متواصل في الشوط الأول تحديدا، لكننا لم نكن نعلم أن هناك أزمة ستندلع عقب انتهاء المباراة.
فالثنائي لخضر بالريش وهشام الخالصي من الاستوديو التحليلي للجزيرة ألمحا بوضوح أن إدارة القمر الصناعي المصري "نايل سات" هي السبب وراء التشويش على قنواتها من أجل دفع المشاهدين إلى متابعة المباراة على قناة النيل للرياضة.
كانت هذه سقطة كبيرة لقناة الجزيرة على المستوى المهني، فلا يمكن بأي طريقة تقنية أن تجزم بهوية الجهة وراء التشويش، وهو ما تداركه مسؤولو القناة بعد ذلك في بيانهم الرسمي مشددين على أنهم لا يتهمون جهة بعينها قبل أن تظهر نتيجة التحقيقات التي فتحتها القناة، بل وأكدت أن التشويش حدث أيضا على "العرب سات"، وهو ما لا يتحكم فيه مسؤولو القمر المصري.
وحقيقة فإنني لست مقتنعا بفكرة "دفع المشاهدين لمتابعة المباراة على النيل للرياضة"، لأنه وببساطة شديدة من كل من هم حولي في مصر وخارج مصر لم يكن أي منا يعلم أن المباراة مذاعة على النيل للرياضة، وهذه فضيحة لوحدها.
على الجانب الآخر، فإنه لا أحد منا يستطيع أن يجزم أن "النايل سات" بريء براءة مخبري قسم سيدي جابر من دم خالد سعيد - وهي القضية التي تشغل الرأي العام المصري هذه الأيام - نظرا لأن المؤسسات المصرية الحكومية باتت مثل العزبة، التي يستطيع أصغر عامل بوفيه أن يدخل أي مكان ويفعل ما يحلو له، فقط إذا توفر له العلم.
كما أن حجة إلقاء أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، اللوم على أن الجزيرة وراء التشويش على نفسها غير منطقية بالمرة، وقال ايه إن الجزيرة أساءها النجاح الإعلاني الضخم للتليفزيون المصري.. بالذمة دا كلام؟!
الجزيرة استغلت صوتها العالي منذ اللحظة الأولى للتشويش على البث، فيما كان رد الشيخ أن المصريين "المخلصين لوطنهم" سيلتفون حول التليفزيون المصري إما بدافع الولاء أو الحرفية.. و"مشربش الشاي أشرب أزوزة أنا"!
ربما لا نعرف أين الحقيقة بين الطرفين، كما هي العادة في أي أزمة بين العرب، وربما لن نعرف إلا بعد فترة طويلة، لكن المؤكد أن الطرفين أثبتا مجددا أن مصلحة الجزء أهم من مصلحة الكل، وأن القومية العربية كائن خرافي انقرض بعد وفاة المروجين له.
وفي النهاية وبالرغم من أنني أتفق مع الخالصي بأن علينا فصل السياسة عن الرياضة، فإنني مع ربط الأزمة بالأحداث الجارية حاليا في مصر والشرق الأوسط لا يسعني إلا أن أقول: "حاجة تعر".