التعلم ... هو عملية بناء شخصية قادرة علي التعليم ، والتعلم هو أصل التعليم الذي هو فرع من التعلم ، والتعلم له محاور ثلاثة (الإبداعية والمهارية والتعليمية) فمن يؤهل للتعلم وفق هذه المحاور يكون قادرا علي التعليم ، وتقاس قدرة الشخصية علي استيعاب هذه المحاور بأدوات اختبار تتحقق من ذلك ، حتى يمكن تقييم الشخصية التقييم الصحيح .
أما التعليم فهو تنفيذ برنامج دراسي يهدف إلي توصيل مادة تعليمية في شكل منهج أو مقرر دراسي للتلميذ وتدريبه عليه وتقاس قدرته علي تحصيله باختبارات تهدف إلي استدعاء المعلومات التي درسها وقدرته علي التحصيل والحفظ ، وهذا القياس بهذه الطريقة يهدر أبعادا مهمة في شخصية التلميذ ، فهناك جوانب أخري للقياس يجب أن توضع في الاعتبار أهمها قياس القدرة علي الإبداع والتفكير والجانب المهارى والمعرفي والموهبة لدي التلميذ .
إذن التعلم بهذه المثابة وبمحاوره الثلاثة يبني الجوانب الإبداعية والمهارية والتعليمية في التلميذ في آن واحد ، في حين أن التعليم يبني ذاكرة قادرة فقط علي الحفظ واسترجاع المعلومات إلي المدى الذي يمكن لهذه الذاكرة أن تحتفظ بالمعلومات وينساها التلميذ بمجرد أداءه الإمتحان أو بمجرد ضياعها من ذاكرته بمضي الوقت .
وفي الرواد نهدف إلي بناء شخصية توافرت لها الجوانب الإبداعية والقدرة علي التفكير والتعبير عن الرأي والتحليل والاستنتاج وتنمية الجانب المهارى وصقله بالإضافة إلي برنامج تعليمي منهجي .
ومن ثم كان اهتمامنا بالكشف عن الجانب الابداعي لدي التلميذ وتنميته وتدريبه عليه وإفساح المجال لترجمة هذا الابداع لأعمال ملموسة ، وكذلك الاهتمام بممارسة التلاميذ للأنشطة بهدف تنمية المهارات وصقل مواهبهم وتدريبهم علي مهارات جديدة من خلال برنامج أنشطة في مجالات التربية الفنية والموسيقية والرياضية والمسرحية والمكتبة والحاسب الآلي ، إلي جانب إفساح المجال واسعا لحرية الفكر والرأي والتعبير ليعبروا عن أنفسهم وأرائهم وخلق مساحة كبيرة للإبداع ، فكان مجال البحوث الحرة هو المجال الذي يتسع لذلك ، والتدريب علي التحصيل المنهجي بممارسة أنشطة ألقاء المحاضرات وإدارة الندوات ، والبرلمان الطلابي ، كلها أساليب وصيغ متعددة يتدرب فيها التلميذ علي حرية إبداء الرأي والنقاش والحوار ، ثم يجئ دور العملية التعليمية بتدريس برنامج دراسي متكامل يتضمن الأبعاد التعليمية والتربوية التي يجب أن نوصلها للتلميذ من خلال منهج دراسي يغطي الجانب التعليمي في اللغة الأم واللغات الأجنبية والتقنيات الحديثة وأهمها الحاسب الآلي والسلوكيات والتربية الدينية السليمة والعلوم والرياضيات والدراسات الأنسانية .
وتقاس القدرات الشخصية للتلميذ في هذه الجوانب الثلاثة مجتمعة أولا بأول بهدف التقييم والتقويم لوضعه علي الطريق الصحيح ، ففي الجانب الابداعي والمهاري والمواهب يفسح المجال للتلميذ لعرض وتقديم وترجمة هذه الابداعات والمهارات والمواهب في شكل أعمال فنية تدرب عليها من خلال برنامج الأنشطة ، وفي جانب الإبداع وحرية الفكر والرأي والقدرة علي التفكير والتحليل ، كانت البحوث هي الأداة الثرية التي تفتح للتلميذ المجال واسعا ليعبر عن نفسه فيها فشهد العام الدراسي الحالي بحوث عديدة تضمنت عناوين مهمة في حياة التلميذ مثل بحوث (نفسي ، السيرة النبوية الشريفة ، فضل الأم ، البيئة ، القصة القصيرة) حيث شارك فيها جميع التلاميذ بكل المراحل الدراسية بدءا من الصف الأول الابتدائي ، ثم يجئ الدور التربوي والتعليمي من خلال المناهج والمقررات الدراسية وقياس تحصيل التلميذ لها من خلال امتحانات دورية (ثلاثة امتحانات للشهر الواحد) وامتحان نصفي وأخر نهاية العام بالإضافة إلي بنوك للمعلومات وبرامج امتحانات تجريبية قبل امتحان نهاية العام ومسابقات أوائل الطلبة ، كانت كلها أدوات لتحفيز التلاميذ علي التحصيل ولقياس مستوي التحصيل لديهم ، اتسمت كلها بالشفافية والمصداقية في القياس وجاءت نتائج التقييم والقياس معبرة عن المستوي الحقيقي للتلميذ ، وكانت كلها نتائج مشرفة إذ حصل أكثر من 50% من عدد التلاميذ علي الدرجات النهائية وكشف ذلك عن كثير من المواهب والنبوغ المبكر لعدد كبير منهم ، والنسبة الباقية تراوحت درجاتها ما بين 95% - 99% من الدرجات النهائية ، وعدد قليل جدا الذي حصل علي نسبة تراوحت ما بين 91 – أقل من 95% .
واجتماع هذه المحاور الثلاثة في العملية التربوية والتعليمية في الرواد يؤدي بالضرورة إلي بناء شخصية قادرة علي التعلم ، من ثم جاءت أهمية الحضور وعدم الغياب علي مدار الأسبوع ومشاركة جميع التلاميذ في الأنشطة التي تنظمها المدرسة علي مدار اليوم الدراسي بدءا من طابور الصباح والإذاعة المدرسية وبرامج النشاط اليومي والبرنامج التعليمي وبرنامج النشاط الصيفي ، كلها فعاليات أثبتت أهمية وجدوى المشاركة فيها من كل التلاميذ وثبت أن التلميذ المشارك فيها هو في نهاية المطاف تلميذ متفوق دراسيا وعلميا والتلميذ العازف عن المشاركة هو تلميذ متخلف دراسيا ، وفي هذا الاتجاه يؤكد علماء التربية أن التلميذ العازف عن المشاركة في الأنشطة هو تلميذ غير سوي وغالبا ما يتخلف دراسيا لذلك حرصت الرواد علي أن يشارك جميع التلاميذ بكل المراحل في برامج الأنشطة ، وتلاميذ مرحلة رياض الأطفال حيث تم تصميم برامج مناسبة للمرحلة العمرية لهم وأسفرت أيضا عن كشف مواهب مبكرة ترعاها الرواد .
من هنا كان اهتمام الرواد بالأنشطة للجميع إذ كما تضمنت البرامج رعاية للمواهب والنابهين والمتفوقين والنابغين ، تم وضع برامج رفع مستوي وتعزيز للتلاميذ العاديين بسبب الفروق الفردية والملكات والأمكانات إذ تم تنفيذ برامج تعزيز وتدريب بهدف الوصول بهم لمستوي التفوق ، ونجحت التجربة إذ شارك الجميع وتدرب التلميذ علي المهارات والمواهب التي يجيدها وينبغ فيها ، كلها أوجدت شخصية ناضجة مكتملة تجيد الحديث والحوار والتفكير والتحليل والمشاركة بل وشخصية قادرة علي التعليم والاستيعاب .
هذا هو الفرق بين التعلم والتعليم .... ففي الرواد نهتم بالمحاور الثلاثة لبناء شخصية التلميذ في الجانب المهاري والجانب الإبداعي والجانب التربوي والتعليمي ، بهدف بناء شخصية قادرة علي التعليم ، لنثبت في النهاية أن التعلم هو المدخل الصحيح للتعليم ، وهذا سر من أسرار حب التلميذ لمدرسته الرواد وحرصه علي الحضور يوميا .
وهذا ما أدركته الرواد مبكرا وبنت فكرها عليه منذ الوهلة الأولي وأثبت التجربة نجاح هذا الفكر وأن التعلم هو المدخل الصحيح للتعليم .