طوابع البريد توثّّق ذاكرة مصر المعاصرة

لقاهرة - انتهت مكتبة الإسكندرية من التوثيق الإلكتروني لأكثر من 1000
طابع بريد نادر يحكي قصة البريد في البلاد ضمن مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة"
التي توثق للحياة في مصر منذ بداية عصر محمد علي 1805 حتى نهاية عهد
الرئيس أنور السادات 1981.

وقال خالد عزب المشرف على المشروع إن
المكتبة تلقت مجموعة من الإهداءات منها مجموعات بريدية نادرة "تخلد عدة
مناسبات تاريخية مثل معاهدة 1936 "بين مصر وبريطانيا" وتتويج الملك فاروق
الأول وميلاد ولي عهده الأمير أحمد فؤاد الثاني وذكرى إعلان قيام
الجمهورية العربية المتحدة" في إشارة إلى الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958.

وأضاف
أن المكتبة حصلت على النشرة الخاصة بأول قانون لإدارة البريد في مصر عام
1966 ومجموعة من الصور النادرة لأول مكتب بريد بمدينة الإسكندرية الساحلية
كما حصلت أيضا على مجموعة مهمة من الأظرف التي تحمل أختاما نادرة منها
أختام مكاتب البريد المصري في سواكن ومصوع وزيلع في جنوب البحر الأحمر
وأختام البريد الجوى المصور.

وقال عبد الوهاب شاكر القائم على
توثيق الطوابع البريدية بالمشروع إن أختام البريد الجوى المصور "لها قصة
طريفة" ترجع إلى فترة الحرب العالمية الثانية حيث تعذرت الاتصالات بين
المحاربين في الشرق الأوسط وبين أسرهم في أنحاء العالم وكانت قوات الحلفاء
الموجودة بمصر تبلغ نصف مليون جندي وأصبح نقل حقائب البريد الخاصة بهم من
المشكلات الحربية إذ كانت البواخر تأخذ طريق البحر الأحمر ثم رأس الرجاء
الصالح إلى المحيط الأطلسي وصولا إلى بريطانيا "في مدة لا تقل عن ستة
شهور."

وأوضح أن مصلحة البريد في لندن اهتدت إلى حل لهذه المشكلة
فعهدت إلى شركة كوداك للتصوير إلى طبع الخطابات على أفلام ونقلها
بالطائرات إلى مكتب الوصول ثم تكبيرها ثانية وتوزعيها على أصحابها وكان
الفيلم يحتوى على أربعة آلاف رسالة وكانت الطائرة تقطع المسافة في ثلاثة
أيام فقط.

وقال شاكر إن البريد يعود إلى عهد الفراعنة الذين نظموا
"نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام
يتبعون ضفتي "نهر" النيل في ذهابهم وإيابهم في داخل البلاد ويسلكون إلى
الخارج عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش واستمر البريد بعد استيلاء
الرومان على مصر" عام 332 قبل الميلاد.

وأضاف أن طوابع البريد
المصرية صنعت "أول مرة" في مدينة جنوة الإيطالية عام 1866 وكانت فئاتها 10
و20 بارة وقرشا وقرشين وخمسة قروش وتم تمصير طوابع البريد بعد ذلك بطبعها
في مدينة الإسكندرية عام 1867 ثم صدرت الطبعة الثالثة عام 1872 بالمطبعة
الأميرية ببولاق بالقاهرة.

» زيدان: عدت لحبي الأول فاستعدت ذاكرة التهديف