السؤال : والدتي عند بلوغها لم تصم رمضان في الوقت آنذاك وذلك لخوف جدتي عليها رحمها الله. فهل تصوم ما فاتها من صيام، علما بأنها حاليا تبلغ من العمر 60 عام ومريضة بمرض مزمن، وأنها حجت بيت الله الحرام أكثر من مرة ولله الحمد؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت والدتك -عفا الله عنها- خطأ عظيماً حين أفطرت في نهار رمضان ولم يكن لها عذر يبيح ذلك، فإن كان لها عذر فقد أخطأت في تأخير القضاء حتى مرت هذه السنين الكثيرة. والواجب عليها الآن أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل، وأن تقضي هذه الأيام التي أفطرتها فإنها دين في ذمتها لا تبرأ إلا بقضائها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
ولا تلزمها فدية تأخير القضاء إذا كانت جاهلة بحرمة التأخير، ولتراجع في ذلك الفتوى رقم: 80435. ولا يسقط عنها وجوب القضاء كونها حجت أكثر من مرة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 25885. فإن عجزت والدتك عن القضاء لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فعليها إطعام مسكين عن كل يوم مد من طعام وهو 750 جراماً تقريباً، والذي ننصح به عموم المسلمين أن يجتهدوا في تعلم العلم النافع والتفقه في أمر الدين لئلا تقع منهم هذه الأخطاء الجسيمة.