عدد المساهمات : 856 تاريخ التسجيل : 26/07/2009 العمر : 54 الموقع : سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
موضوع: رحلة التذمر البكائي في حياة طفلك الأربعاء سبتمبر 02, 2009 1:24 am
31/8/2009
تختلف أسباب التذمُّر الدائم المصحوب أحياناً بالبكاء، من طفل إلى آخر، وبعض هذه الأسباب قد يفاجئ الأهل، لكن من حُسن الحظ، أن حل هذه المشكلة بسيط جداً، شرط أن يتمتع الوالدان بالصبر وطول البال."
لا شك في أن "التذمُّر المستمر" أمرٌ مرهق ومثير للجنون، لكن حاولي يا عزيزتي أن تتذكري دوماً، أنّ هذا السلوك يُعتبر طبيعياً بالنسبة إلى طفل بين سن الاثنين والثلاث سنوات. قبل أن تسدِّي أذنيك عن سماع هذا الصوت المزعج، حاولي الاستماع جيداً إلى نصائح الخبراء، حول كيفية التعاطي مع "رحلة التذمُّر البكائي" في حياة طفلك.
في أغلب الحالات، يُعتَبَر التذمُّر من إحدى العادات التي تكوّنت منذ أمد طويل. إذ لا بد أنك قد اختبرته في مرحلة سابقة، عندما كان طفلك رضيعاً، حيث كان يبكي أو يصرخ بأسلوب يُفقدك أعصابك. إذن، يمكن القول إن التذمُّر امتداد للبكاء الطفولي، مع بعض الإضافات الكلامية، إنه بمثابة مرحلة بين البكاء والشكوى الكلامية. إذا أردنا أن نُعرِّف "التذمُّر البكائي"، يمكن القول إنه نوع من اتصال أو تفاهم لفظي، لا يتحدث فيه الطفل بلهجة صوت عادي، ولكن يستخدم فيه لهجة شاكية وصوتاً أنفياً مزعجاً أو طبقة صوتية حادة، وفق ما يقوله كيرستين بوتير، مدير برنامج التربية في المرحلة الأولى من الطفولة، في جامعة هاركوم، بنسلفانيا. لم يلجأ طفلك إلى استخدام تلك الطبقة الصوتية التي تخترق كيانك وتهزك من الداخل، إلى درجة إثارة جنونك، بالصدفة. هذا الصغي كان يختبر ردَّ فعلك طيلة الفترة الماضية، حيث كان يراقب تصرفك أو ردَّ فعلك على الأصوات التي كان يصدرها. لتوضيح الصورة أكثر، راقبي طفلاً يلعب بلعبة تصدراً أصواتاً، وانتبهي إلى كيفية تعلمه، أنه كلما أدار مفتاح اللعبة في اتجاه ما، ظهرت له صورة حيوان مُعيَّن. هكذا هو "التذمُّر البكائي"، كان طفلك يتعلم ويراقب ردود فعلك على الأصوات التي يصدرها، والطبقات التي يستخدمها، إلى أن توصَّل إلى معرفة أي طبقة صوتية تثير أقصى رد فعل منك.
* أصل المشكلة من الصعب ألا تغضبي أو تستشيطي غضباً، عندما يبدأ طفلك في ذلك، لكن حاولي قدر المستطاع أن تحافظي على رباطة جأشك. إذ إنّ الإفراط في رد الفعل قد يدفع طفلك إلى الاستمرار لفترة أطول وبصوت أعلى. كذلك، عندما يرى صغيرك أنه نجح في إثارة انتباهك، فإنه سوف يستغل هذا الأمر إلى أقصى حد، وهذه من الأمور التي لا يستطيع فيها طفل، في عمر سنتين أو ثلاث سنوات مقاومتها. بدلاً من الإصابة بالهستيريا، حاولي أن تحددي الأسباب: 1- الإحباط: أحياناً كثيرة يبدأ صغيرك في نوبات التذمر، عندما يفشل في التعبير كلامياً عمّا يريده. يقول بوتير: "إنه قد يستاء ويُصاب بالإحباط، عندما يعجز عن إيجاد الكلمات التي تُعبِّر عن رغباته".
2- الارتباك: يشرح بوتير، أنّ الطفل قد يفعل ذلك في حال كان يشعر بارتباك أو الحيرة حيال ما يريده فعلياً. 3- الغيرة: إذا كان طفلك يبدأ عادة في التذمر والشكوى، ما أن تتحدثي على الهاتف مثلاً، فهذا يعني ربما أنه يشعر بأنك أهملته وبأنه في حاجة إلى اهتمامك به.
4- الجوع أو التعب أو المرض: يظهر التذمر البكائي في أي وقت، يكون فيه طفلك منزعجاً من أمر ما. قد تكون هذه وسيلته الوحيدة التي يظل يستخدمها، إلى أن يزول مصدر الإزعاج. عليك هنا، التأكد من أنه ليس جائعاً أو متعباً أو مريضاً.
* حلول ذكية وبسيطة أيّاً يكن السبب، وحتى لو لم تتمكني من معرفته، ثمّة طريقة أو حل لجعل طفلك يتوقف عن فعل ذلك. إذا كنت متأكدة تماماً من أن بكائيته ليست ناتجة عن إصابته بمرض ما، جربي أحد التكتيكات التي سنعرضها لك، ومتى توصّلت إلى اختيار التكتيك الذي أثار انتباه طفلك، وجعله يهدأ ويتجاوب معك، ما عليك سوى الالتزام به والمثابرة عليه.
1- تجاهلي الأمر: تذكري أن طفلاً في هذه المرحلة العمرية يريد أن يحظى بمزيد ومزيد من الاهتمام، اهتمام يفوق أي قدرة حقيقية على منحه. لهذا لا تتوقفي عن تجهيز العشاء أو كي الملابس في حال بدأ في الشكوى والأنين. استمري في ما تفعلينه واتركي النوبة تزول أو تضمحل بمفردها.
2- وجهي الكلام إليه وأنت تنظرين مباشرة إلى عينيه: انزلي إلى مستوى طفلك وانظري إليه مباشرة وقولي له: "لا أستطيع أن أفهمك عندما تفعل ذلك. هل تخبرني ماذا تريد مرة أخرى، إنما من دون نق". إن أعاد طفلك ما يقوله لك من دون نقّ، قولي له: "ممتاز، الآن أستطيع أن أفهم ما تريد".
إذا لم يتمكن من إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عمّا يريد، حاولي مساعدته من خلال التكهُّن، قولي له: "هل تريد أن تأكل؟ أو هل تريد ان تلعب؟". أحياناً قد يُجيبك بنعم ويطلب منك شيئاً لا ترغبين في إعطائه إيّاه. انتبهي هنا إلى عدم الإذعان له، وقدِّمي له البديل عمّا يريد. مثلاً إذا كان يرغب في تناول الشوكولاتة، قولي له: "يمكنك تناول الشوكولاتة بعد الغداء، أما الآن فيمكنك تناول تفاحة أو درّاقة".
3- حاولي إلهاءه: قدمي له لعبة منسية أو كتاباً لم يقرأه من قبل، أو العبي معه إذا كان وقتك يسمح لك. 4- أخبريه أنك كنت تتوقعين منه المزيد: تعاطفي مع طفلك وتفهميّة، لكن، أعلميه من جهة أخرى، أن الأطفال الكبار لا "ينقّون". 5- امدحيه: لا تنسي أن تثني عليه، في حال توقف عن "النق" واستجاب لمطلبك. * مواقف تستدعي التذمر ثمّة مواقف تحفز الطفل إلى التذمر. إليك بعض الحلول المفيدة في مثل هذه الحالات: - التحدث على الهاتف: إذا كان طفلك "ينق" في كل مرة تبدئين فيها الحديث على الهاتف، ويبدو أنه لا يتوقف عن ذلك، أعطيه هاتف لعبة ليتحدث، أو إذا كنت تتحدثين مع صديقة، دعي طفلك كي يلقي عليها التحية.
- زيارة السوبر ماركت: إذا بدأ طفلك في التذمُّر من أجل شراء لوح شوكولاتة من على الرف، أثناء وقوفك في الصف أمام صندوق الدفع، قولي له: "نحن اليوم لن نشتري السكاكر أو الحلويات. لكن هل يمكنك أن تعطي المال إلى العاملة كي يتسنّى لنا الانتهاء والخروج من هنا".
- المساعدة في توضيب الألعاب: طلبت منه مساعدتك في توضيب ألعابه، إلاّ أنه رفض، قَائلاً إنه لا يرغب في فعل ذلك. حوّلي المسألة إلى لعبة، اطلبي منه مثلاً أن يجلب لك كل الألعاب حمراء اللون، أو اسأليه إذا كان قادراً على العثور على الشاحنات. لا تنسي أن تمدحيه، وأن تثني عليه في حال تجاوبه معك.