وضعت العروض الأخيرة لشركات الهاتف المحمول شركات كروت الاتصالات المنزلية فى مأزق تسويقى، تسبب فى تعجيزها عن الاستمرار فى المنافسة فى السوق، الأمر الذى ينذر بخروجها وتلاشى نشاطاتها، مع دخول السوق موجة من تخفيض الأسعار من جانب شركات المحمول.
وقال مسؤولون فى شركات الكروت المنزلية وخبراء فى القطاع: إن تعديل اتفاقية الترابط مع الشركة المصرية للاتصالات وتخفيض تعريفة الاتصالات، يعد البديل الأمثل لاستمرار عمل هذه الشركات وإمكانية استخدامها لإحداث توازن فى السوق أمام زحف المحمول المتنامى.
وقال عمرو جوهر، العضو المنتدب لشركة الأهلى لكروت الاتصالات: إن شركات كروت الاتصالات المنزلية بحاجة فى هذا الوقت إلى تسريع إجراءات تعديل اتفاقية الترابط مع المصرية للاتصالات، مشيراً إلى تفهم الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات لهذا المطلب، من قبل شركات الكروت المنزلية، وأعرب عن مخاوفه من إضعاف قدرة شركات الكروت على المنافسة.
ولفت إلى عدم وجود مرونة لدى شركته فى تسعير مكالماتها، لارتباطها بتعريفة محددة مع الشركة المصرية للاتصالات، بينما تخرج شركات المحمول بعروض تخفيض أسعار كل فترة.
جدير بالذكر أنه تعمل فى سوق كروت الاتصالات المنزلية، ٤ شركات هى «الأهلى لكروت الاتصالات»، التى تطرح كروت «مفتاح الزيرو»، و«تلى كارد»، و«سوبر كارت»، بالإضافة إلى «مرحبا بلس» التابعة لـ«المصرية للاتصالات».
وتقتسم الشركة الأخيرة العائد مع شركات الكروت المنزلية، تحصل بمقتضاه على نحو ٨٠٪ من تعريفة المكالمة، لاستخدام هذه الشركات بشبكات المصرية فى تمرير المكالمات.
ووصف محمد شمس، العضو المنتدب لشركة «سوبر كارت»، وضع السوق فى ظل العروض المتوالية لشركات المحمول، التى خفضت خلالها سعر الدقيقة إلى مستوى ٥ قروش، بـ«المزعج» والضار لسوق شركات الكروت بشكل عام.
ومن جانبه، أشار أحد خبراء الاتصالات، إلى أنه يمكن استخدام الكروت المنزلية كأداة ضغط للمصرية للاتصالات، لمواجهة عروض المحمول بأخرى تنافسية، مشيراً إلى أن «المصرية للاتصالات» لا تريد أن تستوعب أن شركات الكروت المنزلية ليست كيانات منافسة لها، وإنما بمثابة ذراع تسويقية لاعتمادها فى تمرير المكالمات على شبكتها مقابل الحصول على ٨٠٪ من إيراداتها.
وقال محمد صفاء الدين، الخبير فى مجال الاتصالات: إن ترك الساحة لشركات المحمول لطرح العروض المخفضة دون تخفيض تعريفة شركات الكروت، ومن قبلها شركات كبائن الاتصالات العامة، ساهم فى تراجع حصة هذه الشركات السوقية بل وتكبد بعضها خسائر.
وأشار صفاء إلى أن الفرصة لاتزال سانحة أمام الشركة المصرية للاتصالات لاسترداد وضعها ومساندة شركات الاتصالات، التى تعد بمثابة أجنحة تسويقية، مضيفاً: أن المحمول أصبح المنافس الوحيد لنشاطات «المصرية» وطال المكالمات المحلية بتخفيض أسعاره بعد أن استطاع الفوز بالتنافس على المكالمات الدولية وكذلك سيطرته على مكالمات المحمول بشكل كبير.
وتشير تقديرات العاملين فى سوق الكروت المنزلية، إلى تراجع حجم أعمال الشركات الأربع إلى نحو ٣٢٠ مليون جنيه بنهاية العام الماضى ٢٠٠٨، مقارنة بنحو ٤٥٠ مليون جنيه فى العام السابق ٢٠٠٧ و٥٥٠ مليون جنيه فى ٢٠٠٦.
من جانبه، رفض طارق طنطاوى، الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات التعليق على مستجدات إنهاء مشكلة شركات الكروت المنزلية، وقال مصدر مسؤول فى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، إنه يجرى بحث قضية الترابط مع «المصرية»، مؤكداً أهمية الحفاظ على تنوع وتعدد استثمارات الاتصالات.
وقال أحمد العطيفى، الخبير فى مجال الاتصالات، إن شركات الكروت المنزلية لا يمكن أن تستمر فى السوق إلا بالحصول على سعر تعريفة مناسب من الشركة المصرية للاتصالات، مضيفاً أن هذه الشركات تصارع من أجل البقاء فى السوق، فى ظل احتدام المنافسة على جذب العملاء.