«E-learn» أو التعليم عن بعد، تقليص الأسبوع الدراسى، تطهير الفصول والأتوبيسات، الاستعانة باللوحات الإرشادية، أطباء مكلفون من قبل المدرسة، وآخرون متطوعون من أولياء أمور الطلاب، مناديل معطرة، أجهزة لقياس درجة الحرارة.. الإجراءات السابقة قررها بعض أصحاب المدارس الخاصة بالقاهرة، كنوع من الاحتراز فى مواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير مع بدء العام الدراسى الجديد، بالإضافة إلى وضع خطة مواجهة فى حالة تفشى الفيروس بين صفوف الطلاب.
تأتى هذه الإجراءات فى أعقاب انتشار الفيروس بين طلبة بعض المدارس الخاصة فى مدينة الإسكندرية، وما صاحب ذلك من هلع انتشر بدوره بين أولياء أمور التلاميذ فى القاهرة، خاصة أنهم ينفقون مبالغ طائلة لتعليم أولادهم.
«التطهير واللوحات الإرشادية».. أولى خطوات مواجهة الفيروس التى اتخذها اللواء أحمد رجائى عطية، مدير إحدى المدارس الخاصة استعداداً للدراسة، بالإضافة إلى شراء بخاخات لرش الفصول والأتوبيسات وتطهيرها، مع تأكيده انخفاض كثافة الفصول داخل مدرسته، والتى تصل إلى ٢٤ طالباً، وأكد إلزامه المدرسين بارتداء الكمامات ليكونوا قدوة للطلبة.
ولأن وزارة الصحة وفرت طبيباً واحداً يمر على المدرسة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، انتدب رجائى طبيباً آخر على نفقة المدرسة يحضر يومياً لمتابعة حالة الطلبة والعمال، مع تفعيل عملية التعليم عن طريق الإنترنت (E-learn).
وكشف أحمد الجنزورى، ممثل أصحاب المدارس الخاصة بمنطقة السلام، عن خلاف قائم بين وزارتى الصحة والتعليم حول إلغاء الدراسة أو إرجائها لحين هدوء الفيروس، فوزارة الصحة تنادى بتأجيل الدراسة، فى حين ترفض التربية والتعليم.
ولفت الجنزورى إلى أن تقليص الأسبوع الدراسى أصبح الخيار فى مواجهة الفيروس، مضيفاً أنهم اتفقوا فى أحد الاجتماعات على تكوين لجنة يرأسها منسق بين المدرسة والإدارة التعليمية ووزارة الصحة تقوم بالاتصال المباشر بالجهات المعنية فى حالة وجود أى اشتباه فى الإصابة بالمرض، وأضاف: «قررنا تقسيم اليوم الدراسى فى المدارس ذات الكثافة العالية إلى فترتين، ونصحنا أولياء الأمور بتوفير فوطة وكوب ومناديل معطرة لكل طالب مع ضرورة شرب ينسون قبل النزول إلى المدرسة».
وقال المندوه الحسينى، رئيس رابطة المدارس الخاصة، إنه اقترح على أولياء الأمور الذين يعملون أطباء بالتبرع يوماً فى الأسبوع للمرور على الفصول والكشف على الأطفال، مما يضمن وجود أكثر من طبيب يومياً يتجول بين فصول المدرسة للتأكد من صحة الأطفال، بالإضافة إلى الاتفاق مع معامل التحاليل، وعمل خط ساخن للرد على استفسارات الطلبة فى المواد الدراسية فى حالة إغلاق المدارس لأى سبب.
وفى التجمع الخامس أكدت مديرة مدرسة خاصة، طلبت عدم ذكر اسمها، أنها لم تغير أى شىء فى نظام الدراسة الطبيعى، لأنها من البداية وضعت أسساً طبية ووقائية تتبعها المدرسة قبل أزمة أنفلونزا الخنازير، وقالت: «لدينا أكثر من ١٥ طبيباً بالمدرسة موزعين على الفصول الأمريكية والألمانية والدولية، وفصولنا تتراوح بين ٥ و٢٥ طالباً فى الفصل الوحد، ومن بين برامجنا فى سياسة المدرسة إعطاء الطلاب مصل الأنفلونزا العادية مع بداية الدراسة، ولكننا عقدنا اجتماعاً منذ أيام مع أولياء الأمور لطمأنتهم على استعدادات المدرسة وقدمنا لهم بعض النصائح الإرشادية لاتباعها مع الطلبة، لنؤكد مراعاتنا للموضوع وعدم إغفالنا ما حدث فى الإسكندرية والذى أثار ريبة لدى بعض الأسر».